السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشهد مختلف المدارس والاعداديات المغربية ظاهرة ضرب التلاميذ وتعنيفهم.وذلك رغم حظر وزارة
التربية الوطنية لهذه الظاهرة من خلال مذكرة وزارية تمنع منعا باتا استعمال العنف ضد التلميذ.
وتعود أصلا هذه الظاهرة المستوحاة من طرق الفقهاء القدامى الذين كانوا يدرسون الأطفال طلبة العلم
وحفظة القران بالتعنيف والتهديد وبشكل وحشى .فأغلبية معلمى وأساتذة اليوم درسوا عند هؤلاء
الفقهاء وورثوا منهم هذه الطريقة فى تعنيف التلاميذ الصغار تحت ذريعة -ارادة الخير للمتعلم وتحفيزه
على العمل والجد- (وقرينا بكـــــــرررى بهاد الطريقة).
وهذا أيضا سبب وان كان غير مباشر فى تردى وتأخر النظام التعليمى المغربى مقارنة مع نظيره
العربى. وسبب فى تخوف التلميذ المغربى وعدم شجاعته وتقدمه للأمام.
أتذكر عندما كنت تلميذا فى المرحلة الابتدائية وحشية بعض المعلمين قبح الله سعيهم والذين كانوا
يعمدون الى تعنيف التلاميذ بواسطة ما يسمى (بالفلقة ) حتى لا يستطيعوا الوقوف على أرجلهم من شدة الألم.
اضافة الى ضرب الرأس واللكم وطرح التلاميذ أرضا وكأنهم فى مبارة (فول كونتاكت).
كما تلجأ بعض المعلمات والأستاذات اللائى نعول عليهم فى العطف والحنان على رجال الغد ويقومون
بالتفنن فى ضرب وتعنيف التلاميذ من خلال مختلف أنواع العصا وبعض الادوات المطاطية المخصصة
لأغراض أخرى.
ان من يفتخرون بالقولة المشهورة (كاد الملعم ان يكون رسولا) لا علاقة لهم بالرسول صلى الله عليه وسلم لا من قريب ولا من بعيد
اذ لم يثبت عن أى رسول أو صحابى أو عالم ان علم العلم بالعنف والعصا والتهديد,وانما يلجِِأون الى
طرق جميلة لتحبيب العلم لطلبة.
فى فرنسا مثلا يطرد المعلم او الأستاذ من العمل فور ثبوت تعنيفه للتلميذ ولو لفظيا أما فى حالة
الضرب فان القضية تصل الى يد القضاء الذى يتصرف وفق القوانين الجارى بها العمل.