الاميرة ياسمين

في قرية جميلة جانب إحدى الغابات, عاشت فتاة اسمها ياسمينة في منزل واسع وجميل و كانت لطيفة, ذكية و مرحة تشبه والدتها, كان والدها يشتغل في الجيش و في إحدى الحروب توفي الأب تاركا الأم و ابنتها.و بعد فترة من الزمن لم يبق لهما لا ماء و لا طعام واضطروا لبيع المنزل و الذهب وأي شيء ثمين وقطعت ياسمينة دراستها, واشتروا منزلا صغيرا و بقيتا على هده الحال حتى نفدت النقود و قررت الأم الاشتغال بعمل تكسب منه قوتها واشتغلت أيضا ياسمينة في معمل تنسج فيه الزرابي وتباع و كان صاحب المعمل طماعا في النقود.كان له فريقان فريق من العمال ينسجون الزرابي وينظفونها و الفريق الآخر يبيع الزرابي في السوق وكانت ياسمينة تبيع الزرابي و الناس يمرون عليها ولا مشتر إلا قليلا وهدا يغضب صاحب المعمل مما يضطر إلى الصراخ عليها. بقيت الأيام على هده الحال ولكن ياسمينة لم يفارقها حزن أبيها,و في تلك القرية يوجد قصر به الوزراء و المستشارون و الملك وأخيرا الأمير سامي وهو طيب القلب و دكي مرح لكنه يعصى أوامر أبيه في غالب الأحيان . مل الأمير من القصر, أراد سامي أن يخرج بمفرده في نزهة يجول خلالها بين مقاطعات المملكة لكن دون علم الأب.غادر ولي العهد القصر بلا عربة ملكية ذات عجلات ذهبية أو مرافقين أو حراس.ومشى الأمير بين الممرات و الأزقة و الشوارع متنكرا كأي فرد عادي منهم يمرح ويبتسم , لم يشعر بهده السعادة قط.
وفي اليوم التالي حملت ياسمينة الزرابي على كتفيها وانطلقت في المشي و هي شاردة الدهن وبينما هي كذلك اصطدمت بسامي الذي كان واقفا وسط الطريق يحدق في المنازل فسقطت الزرابي, واعتذرت منه قائلة:اعتذر ياسيدي عن التصرف الذي بدر مني فقد كنت شاردة الدهن.ولم يتكلم من شدة جمالها ولطفها وحينما جمعت الزرابي و همت بالرحيل,تقدم إليها قائلا: أرجو أن تسمحي بحملها لك يا آنستي فاني سائر في دلك الطريق.فأشارت ياسمينة برأسها راضية,وساعدته بوضع الزرابي على كتفيه,و سارا في الطريق وهما يتحدثان,لكن ياسمينة لم تكن تعلم أن الشاب سامي هو أمير.
و في الصباح القائظ خرج الشاب سامي من القصر للقرية متنكرا ومتخفيا عن والده بعد أن أنهى واجباته و أكمل دروسه.و لم يصل للقرية حتى كاد يغمى عليه وجلس في إحدى الأزقة ليستريح قليلا من العناء و التعب,و بمصادفة مرت ياسمين من دلك الزقاق القريب من بيتها ورأته واتجهت نحوه بسرعة واحدتته :أهدا أنت؟و بدا يهمس و أدركت انه عطشان واخدته إلى منزلها.
تركت ياسمينا عملها.واعدت الشاي و قدمت له فنجان من الشاي وقطعة من الخبز.تناول الشاب سامي فنجانه و أكل طعامه, وشكر ياسمين عطفها عليه قائلا:لقد كنت جائعا فأطعمتني, وكنت ضمانا فسقيتني, و كنت متعبا فأرحتني فردت عليه:مرحبا بك يا سامي يسرني أن أراك في أي وقت من الأوقات.
أعادت ياسمينا آنية الشاي إلى موضعها وتهيأت للذهاب إلى عملها,و رافقها إلى السوق واختارا موضعا للبيع.
وبعد مرور قليل من الأيام علم أهل القصر بخروج الأمير إلى القرية متنكرا بزي رجل عادي.
وفي المساء اجتمع الملك وابنه وسال الملك ابنه عن خروجه إلى القرية لكن الأمير نكر وبعد مناقشات اعترف الابن بخروجه ومنعه الأب من الخروج مرة أخرى.
ومرت أسابيع ولم يخرج الشاب سامي إلى القرية وقلقت ياسمينا عليه.
وفيما بعد قرر الملك إن يزوج ابنه لأحدى فتيات الوزراء أو المستشارون ورفض سامي وحكي للملك عن ياسمين وعن لطفها لكن كل محولاته باءت بالفشل وحاول مرة أخرى وحاول و حاول ولم يوفق إلا بعد جهد كبير وذهب بثياب جميلة واخبرها الحقيقة لكنها لم تصدقه حتى ذكرها بأنه كان يذهب معها إلى السوق وسألته عن سبب مجيئه وطلب يدها لكنها لم توافق بسبب فقرها لكنه ابعد تلك الفكرة من رأسها وبدلك وافقت.واخدها لأبرع خياط في القرية واخذ مقاسها ثم بدا يقوم بدوره.وبعد انتهاءها أخاط أجمل فستان كان مطرزا كله بخيوط من ذهب و بالحجار الكريمة.
حل يوم الحفلة التي ستحضرها بنات الوزراء و المستشارون و ياسمين و حضر البلاط لتحديد الأجمل منهن.و لبست ياسمينا الفستان و وضعت التاج على رأسها و كان جميع المدعوين للحفل قد دخلوا إلى القاعة ولم يتبق لبدء الحفلة إلا هي.مضت و هي حزينة من أن يروها مثيرة للفزع. وعندما دخلت الشابة إلى القاعة وقف كل الحاضرين فيها مبهوتين من هدا الجمال الذي فاق كل التصور.و أعلن البلاط أنها بلا جدال الأجمل,وفرح الملك وابنه وفرحت ياسمين ووافق الملك على زواج الأمير منها.

وعاشت ياسمينة حياة سعيدة.